دراسة جديدة تظهر أنه خلال موجة الحر التي أصابت الأرض عام 2003، أنتجت النباتات في أوروبا ثاني أوكسيد الكربون أكثر مما امتصت من الجو.
أظهرت دراسة جديدة أنه خلال موجة الحر التي أصابت الأرض عام 2003، أنتجت النباتات في أوروبا ثاني أوكسيد الكربون أكثر مما امتصت من الجو.
وقد كشفت الدراسة ان النظام البيئي الذي يمتص حاليا ثاني أكسيد الكربون من الجو قد يتحوّل إلى مصنّع له في المستقبل.
فقد كان صيف عام 2003 في أوروبا حارا بشكل يفوق الطبيعة إلا أن دراسات اخرى أظهرت أن درجات الحرارة المرتفعة قد تصبح عادية في المستقبل.
فقد شهدت بعض الأماكن في أوروبا ارتفاع درجات الحرارة إذ وصلت إلى أكثر من ست درجات فوق الدرجات الطبيعية ما ادى إلى وفاة عشرات الآلاف بسبب الحر الشديد.
وقد أثر هذا العامل إضافة إلى زيادة نسبة الجفاف بشكل كبير على نمو النبات.
شهد صيف 2003 موجة حر شديدة جدا
وقال أندرو فريند -من مختبرات علوم الطقس والبيئة في فرنسا والذي نشر فريقه هذه الدراسة- إن "المعلومات التي استخدمناها مصدرها 18 برجا لقياس التغير المناخي في اوروبا".
وتتخصص هذه الأبراج -التي تُشغل في إطار مشروع "كاربوأوروبا"- في دراسة دورة ثاني أكسيد الكربون والمياه والطاقة بين الجو والأرض، وتتمركز بمعظمها في الغابات.
وقال فريند للـبي بي سي إن "حوالي نصف وزن النبات يتكون من الكربون، وبالتالي يمكننا تقييم انتاجية النبات عبر قياس كمية ثاني أكسيد الكربون فيها".
قد أظهرت النتائج التي استطلعتها الأبراج ال18 أن النبات امتصت كمية أقل من ثاني أكسيد الكربون من الجو ونمت بشكل بطيء.
وقد أكدت القياسات التي تمت عبر الأقمار الاصطناعية نتائج هذه البحوث.
إلا أن السؤال المطروح هو التالي: إذا كان هذا وضع النظام البيئي، فماذا عن الأراضي المزروعة؟
وفي هذا الخصوص، يتوقف الباحثون عند تقارير منظمة الأمم المتحدة للتغذية والزراعة والتي أظهرت انخفاضا في المحاصيل الأوروبية خلال صيف 2003.
وإذا ما جمعنا هذه المعلومات، يتبيّن أنه بشكل عام كانت الأراضي الأوروبية أقل خصوبة وانتاجية بنسبة 20 في المئة خلال ذلك العام.
وقالت جوليا سلينغو الباحثة في مركز للدراسات البيئية في بريطانيا "إننا كنا نتوقع أن تتأثر المحاصيل الزراعية بارتفاع درجات الحرارة لاسيّما خلال المراحل الحساسة في عملية النمو وهي مرحلة الإزهار".
وأضافت سلينغو: " أظهرت هذه الدراسة أن المحاصيل التي نضجت في شهر أب/ أغسطس تأثرت بشكل سيء جدا، وقد يكون السبب عائدا لانحسار المياه كما يمكن أن يكون ارتفاع درجات الحرارة خلال فترة الإزهار تسبب في ذلك".
كما أكدت سلينغو أن "موجة الحر أدت إلى ارتفاع نسبة الأوزون على مستوى الأرض، وهو ما قد يؤدي إلى تأثير مضر بالنبات".
القديسة تحوّلت إلى خاطئة
أما الاكتشاف الذي شكّل المفاجأة الكُبرى فهو أنه خلال موجة الحر، أنتجت النبات في القارة الأوروبية ثاني أوكسيد الكربون بنسبة أكبر من تلك التي امتصتها من الجو.
وقال فريند: "توقعنا في السابق أن يؤثر التغير المناخي "بشكل ايجابي" على النظام البيئي في أوروبا إلا أننا لم نأخذ في الاعتبار إمكانية حدوث تغيرات جذرية لهذا الحد".
انخفضت كمية المحاصيل بشكل محصول في أوروبا
يُذكر أنه يمكن للنبات إستنشاق وإنتاج ثاني أكسيد الكربون والأوكسيجين، فيما تقوم عملية التنفس عند الانسان على استنشاق الأوكسيجين وإخراج ثاني أكسيد الكربون، فيما تقوم النبات في عملية "البناء الضوئي" بالعملية المعاكسة.
ويًُمكن أن تساهم أجزاء أخرى من النظام البيئي كالبكتيريا الملوّثة في زيادة نسبة دوران هذه الغازات من وإلى الجو.
ففي سنة طبيعية تتنشق النباتات في اوروبا الكربون بمعدل 125 مليون طن.
إلا أنه في عام 2003، أنتجت هذه النباتات 500 مليون طن وبعثتها في الجو.
ويكمن الإطار العام لهذه الاكتشافات في دراسة نُشرت في العام الماضي تفيد بأن مواسم حارة وجافة كموسم صيف 2003 ستصبح طبيعية وعادية في السنوات القادمة تحت تأثير التغير المناخي.
وقال أستاذ في جامعة أوكسفورد: "في نهاية هذا القرن سيُعتبر صيف 2003 بارداً".
http://www.moafa.com/news.php?action=view&id=209&4fa0e8950c231a65d32952b2a1efdb38