من ضرورات الحياة الاجتماعية ، ومقوماتها الاصلية هي :
شيوع التفاهم والتآزر بين عناصر المجتمع وافراده ، ليستطيعوا بذلك
(1) الكافي .
(2) الامامة والتبصرة .
(3) كمال الدين للصدوق .
(4) الكافي .
أخلاق أهل البيت
19
النهوض بأعباء الحياة ، وتحقيق غاياتها واهدافها ، ومن ثم ليسعدوا بحياة كريمة هانئة ، وتعايش سلمي .
وتلك غايات سامية ، لا تتحقق الا بالتفاهم الصحيح ، والتعاون الوثيق ، وتبادل الثقة والائتمان بين اولئك الافراد .
وبديهي ان اللسان هو اداة التفاهم ، ومنطلق المعاني والافكار ، والترجمان المفسر عما يدور في خلد الناس من مختلف المفاهيم والغايات ، فهو يلعب دورا خطيرا في حياة المجتمع ، وتجاوب مشاعره وافكاره .
وعلى صدقه او كذبه ترتكز سعادة المجتمع او شقاؤه ، فان كان اللسان صادق اللهجة ، امينا في ترجمة خوالج النفس واغراضها ، ادى رسالة التفاهم والتواثق ، وكان خير ، ورسول محبة وسلام .
وان كان متصفا بالخداع والتزوير ، وخيانة الترجمة والاعراب ، غدا رائد شر ، ومدعاة تناكر وتباغض بين افراد المجتمع ، ومعول هدم في كيانه .
من اجل ذلك كان الصدق من ضروارت المجتمع ، وحاجاته الملحة ، وكانت له آثاره وانعكاساته في حياة الناس .
فهو نظام عقد المجتمع السعيد ، ورمز خلقه الرفيع ، ودليل استقامة افراده ونبلهم ، والباعث القوي على طيب السمعة ، وحسن الثناء والتقدير ، وكسب الثقة والائتمان من الناس .
كما له آثاره ومعطياته في توفير الوقت الثمين ، وكسب الراحة الجسمية والنفسية .
فاذا صدق المتبايعون في مبايعاتهم ، ارتاحوا جميعا من عناء المماكسة ، وضياع الوقت الثمين في نشدان الواقع ، وتحري الصدق .
واذا تواطأ ارباب الاعمال والوظائف على التزام الصدق ، كان ذلك ضماناً لصيانة حقوق الناس ، واستتباب امنهم ورخائهم .
واذا تحلى كافة الناس بالصدق ، ودرجوا عليه ، احرزوا منافعه الجمة ، ومغانمه الجليلة .
أخلاق أهل البيت
20
واذا شاع الكذب في المجتمع ، وهت قيمه الاخلاقية ، وساد التبرم والسخط بين افراده ، وعز فيه التفاهم والتعاون ، وغدا عرضة للتبعثر والانهيار .